الاثنين، 4 يناير 2016

سيمياء الإغراء




*ملامح قراءة في نصِّ (داء العشق) لـمُزنة الأحمدي*

تامر الأشعري

***********************
النص :

(داء العشق)

*مزنة الاحمدي*

أظنني مُصابةً بداءٍ ما ..
يجعلُ كل الألوان أمامي لوناً واحداً ..
اللوحات الزرقاء المُعلقة على حائطِ غرفتي قد
تحولت إلى نهرٍ صغير ..
ملابسي الشتوية الداكنة أشبه بألوانٍ صيفية في
نهارٍ حامِ ..
أساوري الحمراء وخلخالي الفضي تمازجا بعناقٍ
على دقةِ الطبول أنجـبـا رقصةً ..
تهبطُ مثلَ شِعري،
على كلِ جـرحٍ
يئنُّ بأعـمــــــــاقِ البائسيـن ..
فـ تنام اللهفة حولَ ضريــحـي ..
وتستقدم عيونك المُغرية كي تستقرَّ وتفقأ حُــزنَ
قلبي  ..
***
(2)
أظنني مُصابةً بغـازِ أنفاسك ..
غازك  الذي غاصَ في قعرِ قلبي ..
وسممَ أوردتي بعطرك ..
أودُّ بأن تحترقَ مَسافات الشمال مع الجنوب ،
وتستنسخني
(أَيُّها المُدَّثر )
كـ طفلةٍ ملائكية ، وضعها جبريل تلك الليلة ..
تُشظَّى صهيل اللوعة
و تغسلني مِنْ دِمائك ،
إذا ابتعدت عن عروقك النابضة بي
صـرتُ هَدفـاً
 عـلى مرمــى قُبلةْ ..
***
(3)
أظنني مُصابةً بشـيءٍ مـا ..
يذهبُ حيرةَ العمى على غفلةٍ من عيونــي ..
أُسـافرُ في ملامحكَ كـ حلمٍ بهي ..
أُقسَّمُه في تهاويمِ نَـصــي
حُروفاً مُطعمةً بالحبّ
النابت في كلِ عضوٍ
ضلـعٍ
مسافةٍ
وكل عطرٍ في دمي ..
وعلى راحتيك أشدو كـ عصـفــورٍ .
***
(4)
أشتاقكْ حدّ اللهفة
كـ يومٍ اندلقنا على ( ختمةِ ) الحبَّ
مثلَ زُهورٍ مُبللةٍ بالصلاةِ
تُناغي السماءَ
وتنداحُ عطراً وتركضُ نحوَ الندى ..
و الفراشات تنحني من حولنا
والنجومُ تُصــلي ..
***
(5)
أظنني مَصبوغةً بـ روحك ..
و روحي تغسلُ بِـك  الخطايا الكثيرة ..
و أقتسمتْهُ المنافي ونادت :
هل من وطنٍ ..؟
هل من وطنٍ ؟
وبكتْ نخلة الروح فيْ أضلعي
وتأبطَ قلبي دموعكَ
وصارَ لك معبداً وصلاة ..
***
 (6)
أنــا الآن .. لا عـاصــمَ لي
  إلاَّ طوفــانـكَ
............!
***********************

1) تعالق الرؤية والكلام :

العلاقة بين الإدراك والكلمة علاقة فعالة في الأدب، وإذا كان بشار بن برد قد قال قديما : "الأذن تعشق"؛ فقد قال الشاعر بول

كلوديل حديثا : "العين تسمع".
تتدفق العواطف والمتخيَّلات في هذا النص؛ من العلاقة بين الرؤية الكلام، وبذلك يغدو النص طريقة في الإبصار وطريقة في التعبير

معا :
أظنني مُصابةً بداءٍ ما ..
يجعلُ كل الألوان أمامي لونًا واحدًا ..
.........................................
أظنني مُصابةً بشـيءٍ مـا ..
يذهبُ حيرةَ العمى على غفلةٍ من عيونــي ..
أُسـافرُ في ملامحكَ كـ حلمٍ بهي ..
...........................................
و الفراشات تنحني من حولنا
والنجومُ تُصــلي ..
والشاعرة هنا لا تقدم هذه المرئيات المتخيلة بعين العاطفة تقديما باهتا مفككا، بل تقدمها في منظومة سردية متسلسلة، بحيث

ينطلق المقطع الأول من مرئيات المحيط القريب/الجسد- الغرفة وحيطانها، مرورا بالمسافات المرغوب في طيّها عبر المقطع

الثاني، ثم السفر في الملامح في المقطع الثالث، ثم فعل التلاقي الاسترجاعي/التذكُّري في المقطع الرابع، ثم الاستقرار المادي

والروحي في المقطع الخامس، ثم استدعاء الحل/الطوفان في المقطع السادس.
كما يخلق النص تمفصلات فيزيا-نفسية بين هذه المرئيات وشحنتها العاطفية التي تولدها، عبر الأفعال (تمازجا بعناق/أنجبا

رقصة/تهبط مثل شِعري/كل جرح يئنّ/غازك غاص في قعر قلبي/سمّم أوردتي بعطرك/الفراشات تنحني من حولنا/النجوم تصلي...).
وإذن فالعشق لا يكون ذا معنى -من وجهة نظر النص- إلا حين يتجسم في مرئي طبيعي رامز، وهنا يكتسب اللون مظاهر غير معهودة :

(بداءٍ ما .. يجعلُ كل الألوان أمامي لوناً واحداً/ اللوحات الزرقاء المُعلقة على حائطِ غرفتي قد تحولت إلى نهرٍ صغير/ ملابسي

الشتوية الداكنة أشبه بألوانٍ صيفية في نهارٍ حامٍ).
إنه مشهد بصري، ذو منحى رمزي، يرسم داء العشق في لوحة لونية مغرية، بما يتنازعه من حالات ومظاهر متوهَّمة، ومتنوعة بتنوع

العواطف ودرجاتها وتداخلها، وبحسب الأحياز المكانية والزمانية التي تحتويها.
وعلى سبيل المثال؛ يربط النص الحسي بالعاطفي، بتوظيف لون (الذهب والفضة) في الدلالة على الداء اللذيذ والوسواس القهري

الممتع :
أساوري الحمراء وخلخالي الفضي تمازجا بعناقٍ
على دقةِ الطبول أنجـبـا رقصةً ..
تهبطُ مثلَ شِعري،
على كلِ جـرحٍ
يئنُّ بأعـمــــــــاقِ البائسيـن ..
كما أن الإشارة/الترميز بالذهب والفضة يعكس رسوخ كيان العشق وثبات أركانه، وهنا تمثل المرئيات اللونية أيقونات حسية

تربط بين الذات ورؤيتها للعالم العاطفي المختزل في العشق باعتباره داء ممتعا وراسخا.
إن النص يكرس فكرة ارتباط الحسي بالشعوري وامتزاجهما، ولا ريب في أن لوجهة نظر شاعرية كهذه؛ تأثيرا في النشاط الحسي

والحركي للقصيدة والمتلقي معا.

2) المرئي .. ومركزية الشعور :

يراهننا النص على استجلاء المعاني المنبثقة عن المرئيات المدركة بالعين، ووفقا لذلك نستطيع اكتشاف كيف تصيغ الثقافة

الأنثوية تجربتها العاطفية، وفقا لقدراتها التعبيرية والبيولوجية، ذلك أن قلب وجه العملة العاطفية من مجرد التعبير

العاطفي إلى بروز التعبير الجسدي المقلق للمرئيات؛ يكشف عن نشاط حسي تفاعلي، يطالب الجسد من خلاله بحظوظه الغريزية،

وحقه في التعبير .
إنه نقل شعوري مركزه ومآله الذي يطمح إليه؛ هو إشباع الحاجات الغريزية للحس.
يفاجئ النص المتلقي بتحويرات تصويرية للعشق المرئي أو لعلامات العشق المرئي من سطر لآخر عبر سيرورة النص : (يجعلُ كل

الألوان.../ تحولت إلى نهرٍ صغير .../ تمازجا بعناقٍ على دقةِ الطبول.../ تنام اللهفة حولَ ضريــحـي.../ وتستقدم عيونك

المُغرية.../ أودُّ بأن تحترقَ مَسافات.../ وتستنسخني (أَيُّها المُدَّثر ).../ تُشظَّى صهيل اللوعة.../ و تغسلني مِنْ دِمائك...)، مما

يجذب المتلقي ويمنحه تخيُّلا جديدا، ومتعة جديدة .
تساعدنا حساسية الألوان والأشياء المرئية (اللوحات الزرقاء المُعلقة على حائطِ غرفتي/ ملابسي الشتوية الداكنة/أساوري

الحمراء وخلخالي الفضي/ أنجـبـا رقصةً/ هَدفًا عـلى مرمــى قُبلةْ/ على راحتيك أشدو كـ عصـفــورٍ...)، في القيام بتأويل

سيميائي لها، لما تحققه في الذهن من حضور كثيف، وبذلك تشتغل العملية التخيُّلية والتأويلية لهذه المرئيات في تعويض

العواطف الجائعة.
وتولد تراكبات المرئي وتتابعها السردي في مثل هذه الصورة :
أساوري الحمراء وخلخالي الفضي تمازجا بعناقٍ
على دقةِ الطبول أنجـبـا رقصةً ..
تهبطُ مثلَ شِعري ،
على كلِ جـرحٍ
يئنُّ بأعـمــــــــاقِ البائسيـن ..
تعقيدا دلاليا، وفعلا تواصليا بصريا، وعاطفيا، وذهنيا.
إن الأشياء والألوان/المرئيات تشارك في صنع مستوى التعبير العاطفي وفي إدراكه شكلا ومضمونا، كما تغرينا وتطالبنا بإحساس

عاطفي يكمل تجاربنا عن العشق بروعته ورعشته.

3) الإيقاع .. بين المثير والتأثير :

يجسد طول المقاطع السابقة وقِصَر المقطع الأخير؛ المفاصل الشعورية للخطاب، ويحدد منعرجات توزيع العواطف فيه ومغامراته

الإنجازية الجامحة والهادئة، ويجعل المضمون قابلا للإبلاغ بأكثر من وسيلة تعبيرية، ويصوِّره لنا من أكثر من زاوية.
ذلك أن كل مقطع يمثل هالة تعبيرية تسعى إلى التميز عن المقاطع الأخرى؛ وتزعزع الدلالات العاطفية المفترضة وتنوِّعُها،

وتجسدها تجسيدا دقيقا وصادقا.
 بيد أن الإبداع يكمن في تمكن الشاعرة من نظم هذه المقاطع/التوترات العاطفية في سياق إيقاعي ودلالي واحد، هو (داء العشق)

وخوادمه التعبيرية.
ولا مراء في أن عوامل من مثل : تراكم التجربة العاطفية، وتنوع مواقفها، وثراء مصادفاتها؛ هي أهم مسوغات تعدد المقاطع

وهالاتها التعبيرية.
 إن المقاطع بترتيبها وتسلسلها وتصاعدها الدرامي تمثل دروبا دلالية، تسوق قيَم الخطاب نحو الرقي إلى الكلية العامة (

العشق داء)، علاجه (الطوفان).
وبذلك يثبت النصُّ التوترات الانفعالية على الورق وينظمها، فتتعايش بانسجام داخل الخطاب؛ على الرغم من تصارعها وتضاربها

واختلاطها على  مستوى الحقيقة والواقع.
ويمثل التكرار أحداثا متكررة وانفعالات ثابتة لدى الشاعرة/العاشق : (أظنني مُصابةً بداءٍ ما.../أظنني مُصابةً بغـازِ أنفاسك

.../أظنني مُصابةً بشـيءٍ مـا.../ أظنني مَصبوغةً بـ روحك.../ هل من وطنٍ ..؟/هل من وطنٍ ؟...)، مما يمنح الانفعالات صيغة ثابتة

يمكن التعرف عليها مباشرة.
وفي تكرار السؤال : (هل من وطن؟) مرّتين؛ إمعانٌ في تصوير الشعور بالخيبة والفقدان؛ جراء الصدع الحاصل بين التصور

المثالي للوطن، وواقعه الحقيقي.

4) جمالية المسافة التصويرية :

نرى المسافة التصويرية ماثلة بين الذات والعالَم في القصيدة، تتضمن بموجبها الصور علاقة تباعدية بينهما، تتوقف عند حدود

التشبيهات والأمنيات :
(ملابسي الشتوية الداكنة أشبه بألوانٍ.../ أنجـبـا رقصةً .. تهبطُ مثلَ شِعري.../ أظنني مُصابةً بغـازِ أنفاسك.../ أودُّ بأن

تحترقَ مَسافات الشمال مع الجنوب.../ كـ طفلةٍ ملائكية.../ كـ حلمٍ بهي.../ أشدو كـ عصـفــورٍ.../ كـ يومٍ اندلقنا على ( ختمةِ

) الحبَّ...)، وبذلك تهيمن الإسقاطات النفسية على الموجودات الحقيقية أو المتخيلة.
تتميز هذه المسافة التخييلية إجمالا بهيمنة ذات الشاعرة، معبرة عن ذلك بضمائر المتكلم والمخاطب/الصامت.
وليست قائمة الانتظارات هذه إلا حضورا مغيبا، وتغييبا حاضرا، وفي تلافيف الحضور والغياب وتفاعل الاشتهاء بينهما، يبرز

المظهر الإغرائي في الخطاب، بما فيه من طاقة مفعمة بالتفاؤل والأمل والتماهي.
ويكمن الحل في إدراك هذا المظهر الإغرائي إدراكا حسيا ماثلا على الوجه الذي تطمح إليه الشاعرة، فإذا حدث ذلك وفقا

لطموحها؛ فحينئذ يصبح لصور المعشوق/العالم عندها معنى يستحق التعويل عليه.

5) سيمياء استدعاء الحل/الطوفان :

يرمي المقطع الأخير بإيقاعه المتسارع إلى الترخيم والاقتضاب؛ من أجل المطالبة بحدث عاجل/الطوفان،  وقطع أية مبادلة كلامية

تؤجّله أو تعدّل من حدّته.
ولا يبدو أن الشاعرة استدعت (الطوفان) من الخلفية الدينية والأسطورية استدعاء نمطيا، فهي تطالب بالطوفان بدلا عن التخلص

منه، وبهذا يغدو النص مقام تحويل وتحوير لبنى أحداثية جديدة، أكثر من كونه تنبؤا بنهايات سردية معهودة.
في نهاية مطاف النص يستسلم الحس/الجسد لاستقطابات الشعور، ويصاب بالخدر والدهشة، مناديا بعنصر الهلاك، على افتراض أنه

عنصر إنقاذ :
أنــا الآن .. لا عـاصــمَ لي
إلاَّ طوفــانـكَ
............!
إنها نهاية تنادي المعنى، وتبعا لذلك يستجيب المعشوق/المنادى الحقيقي الثاوي وراء المعنى والباعث عليه.
ويعكس الحل/الطوفان وعيا انفعاليا جارفا، وانتقالةً غير متوقعة، تزود المخاطَب/المعشوق بمخطط اقتراحي لما يمكن أن يفعله.
وهي نهاية توحي إلينا بإمكانية التحول إلى الأفضل أو الى الأسوأ من جهة، وتبشر بميلاد أحداث عبر سيرورة مجهولة لزمن ما

بعد الطوفان من جهة ثانية.
وإذن؛ فداء العشق -بحسب النص- هو طوفان عاطفي عارم، يقوم بتحويل كل ما يجتاحه من حالة إلى حالة مغايرة تماما، وبه تصير

جميع الموجودات غير مستقرة.
وتكمن المفارقة حينئذ في تصارع حالة الثبات الفيزيائي؛ مع حالة التحول النفسي بين مرئيات الواقع ومرئيات الشعر/الخيال،

فيولد توتر داخلي في النص، ثم ما يلبث أن يصاب بحالة توازن شعري؛ جراء تجاور العناصر الثابتة؛ ومقاومة التحول التي

تتعرض له هذه العناصر، على المستوى الشكل والمضمون معا.
إن النص يعتبر الطوفان صديقا حميما، يتيح للعشق الحسي الدفاع عن حياته في وسط قوى منتشية؛ ليحصل على توازنه في لجة ذلك

المحيط.
في الطوفان/المنقذ يكمن توازن المكان؛ الذي يزيل نتوءات العالم/الجسد، ويستبدلها بالأمواج السلسة المرنة والمتدفقة، إنه

توازن المكان، وتوازن اللذة، وتوازن العالم المحيط بهما.
وبتعانق الحس/الجسد والطوفان؛ يحدث الامتزاج والتماهي، ويرتوي الشعور بعد جفافه، ارتواء لا يمكن تهديده في المستقبل.
إحضار ضمير المخاطب وتقييد الطوفان به في : (طوفانك)؛ يوحي بدلالة استعذاب العذاب إذا كان مصدره العاشق،  عدم التماثل

بين (الطوفان-وطوفانك)؛ هو ما يولد المقصدية : الإنقاذ بأية وسيلة كانت، إنقاذ العشق من الانهيار/الموت الأبدي.
إنه الحل الأمثل لتشتت العواطف وجنونها وتوتراتها، ليجرفها جميعا، فيرتقي بها فوق سطحه، أو يغرقها كلها في قعره.
إنه البحث عن الأمان في جوف الخوف، وهذا يعزز من مصداقية الشعور، ويغري المخاطَب بخوض مغامرة الإنجاز رأسًا.
وبما أنه "طوفان"؛ فإنه يمكن أن يكون عامل تبعثر/شفاء، أو زيادة الداء/العشق، وذلك متوقف على كفاءة (كاف الخطاب) في

إدراة منابع الطوفان ومصابّه على حد سواء.
كما يعمل ضمير المخاطب على خلق طبيعة خاصة بهذا الطوفان، طبيعة مرنة، ترأف بتوترات العواطف؛ فتحملها على أحسن المحامل،

إنه طوفان رحمة، لا طوفان انتقام.
المطالبة بالطوفان؛ تعني نقصا في إدراك حلول أخرى بديلة أو أقل عنفا، وترجّح كفة القيم العاطفية الجامحة، التي تصادر

الفكر مهما كلفها ذلك من ثمن.
لكنها بالمقابل تؤسس لكمال الإدراك الحسي لدى العاشق/العاشقة، كما تؤسس البعد الواقعي بوصفه زيادة فوق الحد المطلوب، أو

إفراطا يجب ارتكابه.
إنها نتيجة طبيعية للافتقار العاطفي/الشعوري، الذي يجب إشباعه إلى حد الإفراط/الثمالة وما هو أكثر من الثمالة.
وبالجملة؛ فإن هذه القصيدة تضم في أعطافها رؤية أسيرة ومتحررة في آن معا : أسيرة البواعث والمقاصد العاطفية، ومتحررة

من السائد الشعري والثقافي في التعبير عن العشق وفلسفته الحسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق